عبد الرحمن أحمد عبد الله المــــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 02/02/2012
| موضوع: الادارة التنفيذية و تطبيقاتها العملية .. الجمعة مارس 30, 2012 8:26 am | |
| ::الادارة التنفيذية و تطبيقاتها العملية::
مبادئ الادارة::
في أول هذا القرن استطاع العلماء أن يصلوا الى بعض العموميات و الركائز التي يمكن أن يستندوا عليها كقوانين ومبادئ عامة يحتكم لها النظريون و الممارسون للعملية الادارية ، و في مبادرة للعالم الفرنسي هنري فايول لقيت استحسان الجميع وضع هذا العالم أربعة عشر مبدأ للادارة نوجزها في الآتي:- 1/ مبدأ تقسيم العمل (التخصص) و يعني هذا المبدأ أن العمل في المنشأة يجب أن يكون مقسماً على الأفراد كل حسب كفاءته و مؤهلاته و تخصصه – و التخصص و التقسيم يقودان الى تجويد العمل لأن العمل في المنظمات لا يقوم على مبدأ النفير الذي يعرفه السودانيون . و من المعرفة أن سنة التقدم تقتضي تقسيم العمل و التخصص و هذا المبدأ لو طبق بطريقة موضوعية سوف يقود الى تنسيق الاعمال. 2/ مبدأ تلازم السلطة و المسئولية و هذا يعني وجود السلطة أينما وجدت مسئولية لأن المسئولية لن تمارس بدون سلطة . و السلطة يجب أن تكون بقدر المسئولية لأنها لو زادت لسخرها الانسان لصالحه و أفسد بها . و ان كانت السلطة أقل من المسئولية لا يستطيع الانسان القيام بمسئولياته لانعدام هذه السلطة . لذا يجب أن تكون السلطة بقدر المسئولية تماماً. 3/ مبدأ تدرج السلطة السلطة متدرجة من أعلى الى أسفل في كل المنظمات مثل سريان الماء من الأعلى الى الأسفل و أنها مكدسة في يد المسئول الأول و قليلة و لا تكاد موجودة في أسفل الهرم الاداري . و يمكن للسلطة أن تنزل الى أدنى عن طريق التفويض و التخويل. 4/ مبدأ المركزية و المركزية تعني أن جميع السلطات ممركزة فعلاً في عاصمة بلاد معينة و تدار كل البلاد من تلك العاصمة . في العلوم الادارية المركزية هي الأصل و لا غبار عليها ما دام الرئيس أو المسئول يستطيع أن يجمع كل الخطوط في يديه . لذا فإن المركزية و اللامركزية – مسألة نسبية – تكون اللامركزية للإدارة عندما تستحيل السيطرة على الأمور للبعد الجغرافي و التعدد الثقافي. 5/ مبدأ وحدة الأمر و هذا المبدأ يعني أن لا يتلقى المرؤوس الأوامر الا من رئيس واحد فقط – لأن تعدد الرؤساء يشل حركته و تفكيره – قال الله عز وجل (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) و يقول الرسول الكريم (ص) (اذا كنتم ثلاثة في فلاة فأمِّروا أحدكم) و نقول نحن في السودان بالدارجي (رييسين غرقوا المركب) . 6/ مبدأ وحدة التوجيه و هذا معناه رئيس واحد زائد خطة واحدة. 7/ مبدأ مكافأة الأفراد كل من يعمل في منشأة يجب أن يعطى مقابل لجهده و عرقه سواءً كان في شكل ماهية أو أجور أو مكافآت مادية أو عينية – يقول الرسول (ص) (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) . 8/ مبدأ خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة في الإدارة مقدمة المصلحة العامة على المصلحة الشخصية يقول الرسول الكريم (ص) (و الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها) و يتضح من هذا الحديث أن في حد السرقة حياة للمجتمع و لا يوجد فيه خيار و فقوس . 9/ مبدأ الترتيب و النظام ان الإدارة نظام و ليست فوضى – كل شئ في مكانه و هناك مكان لكل شئ و كل إنسان في مكانه و هناك مكان لكل إنسان . 10/ مبدأ الخضوع و الطاعة و المحاسبة إن الخضوع و الطاعة في مضمار الإدارة هو خضوع و طاعة وظيفة صغيرة لأخرى كبيرة بغض النظر على النوع أو الجنس أو المكانة الاجتماعية و لا تدخل في ذلك أي اعتبارات أخرى سياسية كانت أو قبلية أو عرقية . الطاعة هي أساس الاستقرار في المنظمة لانه بدون طاعة لأصبح الأمر فوضى و الكل يعمل كما يريد . و يقول علماء الادارة ان الله قد خلق بعض الناس و نسبتهم في المجتمعات البشرية 5% هؤلاء لا يمكن أن ينصاعوا الى الأوامر الا عندما يحاسبوا على أفعالهم. 11/ مبدأ العدل و المساواة و هو أساس للحياة البشرية في كل مكان بالذات عندما يلتقي الأفراد في منشأة يجب أن يكون أساس التعامل هو العدل و المساواة في الحقوق و الواجبات لأن العدل يرفع الروح المعنوية و يعطي الحقوق لأصحابها و من ثم ينعكس ذلك لارتقاء الأداء . 12/ مبدأ المبادرة و الابتكار الإدارة بطبيعتها نظام معين له قواعد و عندما تطبق تصبح روتين يتكرر كل يوم – و اذا انعدمت المبادرة و اختفى التغيير و غاب الابتكار صارت مسخاً مشوهاً و روتيناً قاتلاً . لذلك قال الله تعالى يعلي من قدر المبادرات (و في ذلك فليتنافس المتنافسون) . 13/ مبدأ استقرار و بقاء الأفراد الأفراد في التنظيم أتوا لكي يبقوا – لذلك يجب أن نضمن لهم الاستقرار لاستمرار التجربة و لكسبها للأجيال حتى يكون هنالك تواصل في خبرات المنظمة – و لو أن منظمة ما كان فيها دوران العمل بنسبة كبيرة لا تجد فيها توثيقاً للتجربة و لا استفادة منها و لرجعت هذه المنظمة الى عهد ما قبل علمية الإدارة التي كانت تعتمد على المحاولة و الخطأ . ان الفكر الأوربي قد ارتضى حياد الخدمة العامة من أي لون سياسي لكي يضمن للذين يعملون في الخدمة المدنية استقرار و بقاء لاستمرار خدمات الدولة حتى و لو لم تكن هناك حكومة لأن الموظفين خدام الشعب و محايدون من ناحية الممارسة السياسية . 14/ مبدأ روح الجماعة أو روح الفريق من الوهلة الأولى في هذه الورقة قلنا إن الإدارة عبارة عن تعاون بين الأفراد لقضاء حوائج معينة و الوصول لأهداف محددة . و التعاون يقف على الرضا و التلقائية . لا يمكن لجماعة ما أن تصل على تحقيق الأهداف ما لم يكن أعضائها منسجمين مع بعض و يعملون كأنهم فريق عمل موحد الاتجاهات و الأفكار و كل واحد منهم يعرف أخيه الآخر معرفة لصيقة مثل فريق كرة القدم تماماً و التي تشبه الى حد كبير العمل في المنظمة لأن فريق كرة القدم هم أفراد يقسمون حسب التخصص و المهارات الفردية و كلهم يعملون كفريق لتحقيق الأهداف ضد الخصم الآخر ٍ. لهم رئيس هو كابتن الفريق و لهم خطة و تكتيك و تمارس عليهم رقابة أشد صرامة من الإدارة – رقابة كل الاستاد و الذين يوجهون الاشادة و الامتنان في لحظتها للعب الجيد و الشتائم و الإهانات تصل اذان اللاعبين في لحظتها على اللعب الخطأ حقاً ان روح الفريق الذي نجده في كرة القدم لو طبق في الإدارة لأتت النتائج أفضل بكثير.
| |
|
عبد الرحمن أحمد عبد الله المــــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 02/02/2012
| موضوع: رد: الادارة التنفيذية و تطبيقاتها العملية .. الإثنين أبريل 09, 2012 9:19 am | |
| المدارس الإدارية:-
الظاهرة الادارية ظاهرة قديمة قدم التاريخ نفسه و لم تخضع للدراسة و التحليل العلمي الا في بداية هذا القرن الذي نحن فيه . و رغم حداثة عمر الإدارة فقد تعددت النظرات لها لفهمها و لسبر أغوارها . و عموماً يمكننا أن نقول أن تطور الفكر الإداري قد مر بثلاثة مراحل تشكل كل مرحلة مدرسة قائمة بذاتها و عندما نقول مدرسة نعني بهذا القول مجموعة منسقة من الأفكار و الآراء و الاتجاهات الفكرية التي تحاول تفسير هذه الظاهرة الإدارية و من ثم الوصول الى بعض العموميات التي يمكن أن تقود الى مبادئ عامة أو ركائز و أسس نضفي على التفسير مضموناً علمياً . ان المدارس التي حاولت تشخيص الظاهرة الإدارية كثيرة و لكننا نجملها في ثلاثة مدارس و هي:-
1/ المدرسة الكلاسيكية:- أي المدرسة القديمة و التقليدية العتيقة . يرجع الفضل لهذه المدرسة في أنها لفتت انتباه الناس الى أهمية علم الإدارة و دوره الذي يمكن أن يلعبه في الوصول للكفاية الانتاجية و تقليل التكلفة . لقد استفاد أصحاب الشركات من آراء رواد هذه المدرسة فيما يختص بتنظيم العمل و تقسيمة و عمل الإجراءات الرسمية و تحديد السلطة و المسئولية و دراسة الوقت و الحركة و ذلك لتبسيط الإجراءات الرسمية و فعالية الأداء . تتلخص الأفكار الإيجابية التي حملتها هذه المدرسة في أفكار ثلاث من العلماء الذين عاصروا بعضهم بعضاً في أول هذا القرن على الرغم من تميز كل منهم بتحليله الخاص و هم: أ- فردريك وتسلو تايلور: عمل هذا الرجل أغلب حياته ملاحظاً لورشة و كتب كتاباً أسماه الإدارة العلمية و كان ذلك في العام 1911م كان يعارض الاسلوب الإداري و الذي كان متبعاً و هو اسلوب المحاولة و الخطأ . . و نادى باتباع الاسلوب العلمي في الإدارة و كانت قضيته الأساسية هي الوصول للكفاية الإنتاجية عن طريق الدراسة العلمية لذلك اشتهر بدراسات الوقت و الحركة كذلك نادى بالتأهيل و التدريب بوضع المعدلات و المقاييس و المعايير لتحديد درجة الأداء و بنائها على أسس موضوعية و يرجع له الفضل بابتداعه السبل الكفيلة لمحاربة التسيب و عدم الانضباط مثل نظام الساعات الضابطة للوقت و التي تختم كروت العاملين بالتاريخ و الزمن دخولاً و خروجاً . تحدث تايلور في كتاباته عن الإدارة بطبيعة عمله كملاحظ ورشة يقضي جل وقته لصيقاً بالعمال و منهمكاً في العمل الإشرافي المباشر فجاءت كتاباته تفصيلية في العمل التنفيذي و الرقابي و الإشرافي المباشر مما حدا بعلماء الأدارية بوصف نهجه بالنظرة الجزئية .
| |
|
عبد الرحمن أحمد عبد الله المــــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 02/02/2012
| موضوع: رد: الادارة التنفيذية و تطبيقاتها العملية .. الأربعاء أبريل 11, 2012 9:39 am | |
| ب- هنري فاويل: و هذا عالم فرنسي كان مديراً لاحدى الشركات الكبرى و اهتم هو كذلك بقضية الإدارة و زيادة الناتج و كتب كتاباً أسماه (الإدارة العلمية و الصناعية) و كان ذلك في 1916م كان نتيجة لاجتهاده في وظائف الإدارة أن لفت انتباهنا لزيادة السبعة وظائف الى وظيفة ثامنة هي الرقابة الإدارية . و لكن أكبر مساهمة فكرية في مضمار الفكر الإداري ساهم به هذا العلم هو مبادئ الإدارة الأربعة عشر التي سبق ذكرها . هنري فاويل كذلك تأثر بموقعه الإداري في قمة المسئولية فقد جاءت كتاباته عن الإدارة كبداياتها و ليس جزئياتها كما فعل زميله تايلور . لذلك وصف نهجه بالنظرة الكلية (Macro Level) و رغم أنهم جمعتهم مدرسة واحدة و فكر واحد و في وقت واحد و لكن لكل تميزه عن الآخرين.
| |
|