مقدمة ديوان ذهب السبايك . .

من بعد أمل بكرة بأفراحه و أشواقه انبعث ذهب السبايك ليحكي عن الحياة بآلامها و أحلامها ... رقتها و قسوتها ... فيتفجر الايحاء تارة وابل عند أوقات الآلام ... و حيناً طلٌ يسقي الحنان و يحي الأمل ... و ما بين هذا و ذاك تمر الحياة غير عابئة تشرق الشمس على السعيد و الحزين ... على المتفائل الملئ بالأمل و أيضاً على المتشائم الذي فقد بريق السعادة و انطفى قبس الأمل و تسرب السعد من بين يديه كما الرمل ....
و تغيب الشمس على كل منهم و يطل الليل بنجومه و قمره ... ليندس السعيد بين جناحية و ينهل من نعيم عشقه و ينكوي الشقي و يخاطب و يلوم الأنجم كأنها تسمع شكواه و يئن كل مكلوم و الساتر ستار الليل ... هكذا الحياة كالمسرح تتغير الفصول و يتغير الممثلون كل يلعب دوره و يمضي الي أن تقوم الساعة ......
فمعا ننتظر الجديد عن الأم في (أميرة الدار) و عشق الوطن و التمنيات بالوحدة و السلام في (معشوقة في الخاطر) و الألم الذي ليس بعده ألم سوى الموت و هي واقعي الحقيقي في (الحزن بكّا السحاب) و (ليه يا زمن) و (ترتاح خطاك) و لا أنسى الحب و اللوعة في (الحب عرفة) و (افردي قلبك ورق) و البراءة التي تطل من عيون أطفالنا و هم يحلمون في رياضهم و تكبر أحلامهم بالسودان الموحد؛ و الذي يأملون أن يكونوا ضمن فرسان حوبته و أذرع تشتل الخير و قلوبهم الصغيرة عامرة بالايمان في (حلوين حلوين) و غيرهن من واقع الحياة الحلو المر الحالم و لا أنسى الحب العفيف البرئ و كلها قصص واقعية ليس فيها سوى نظم الايحاء في (ذهب السبايك) فمعا لننظم الذهب نزين به قلوبنا فتصفى كصفاء أعلى عيار من الذهب و لا تصدأ رغم الآلام و غايب الاحلام و و و . . . . .