عبد الرحمن أحمد عبد الله المــــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 02/02/2012
| موضوع: ورقة: البنــــــــــــــــــــــــــاء الفـــــــــــــــكري التنظيمى للحركة الاسلامية اعداد: د.علي عيسي عبد الرحمن.. الخميس نوفمبر 08, 2012 9:44 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة تتباين مواقف الأحزاب السودانية في مسألة البناء الفكري، فالأحزاب التقليدية منها لا تولي هذا الجانب أهميته لاعتبارات تاريخية وتكوينية، ولطبيعة المجتمع السوداني في ذلك الوقت، حيث لا يدخل البناء الفكري دائرة اهتماماته، ولكن تغير المواقف بظهور أحزاب عقائدية يمينية ويسارية في أواخر النصف الأول من القرن العشرين وذاك بظهور الحركة الإسلامية السودانية والحزب الشيوعي السوداني وبقية أحزاب القومية العربية مؤخراً مما حمل الأحزاب التقليدية إلى ضرورة الاهتمام بالبناء الفكري، ولكن ليس بالمعنى الاصطلاحي للمفهوم بقدر ما هو ترقيع وتجميل للبرنامج الحزبي لأغراض الانتخابات. تتمثل أهمية البناء الفكري للتنظيم باعتباره المعبّر عن الهوية التنظيمية بما يمثله من بعد روحي وقيمي، وكثيراً ما يدور سؤال عن الطرح الفكري لحزب ما للتعريف بهذا الحزب. تضمنت الورقة مفهوم البناء الفكري وأهميته التنظيمية والتحديات المعاصرة التي تواجه بناء الحركة الاسلامية فكرياً وهي تحديات داخلية وأخرى خارجية، كما تناولت الورقة خصائص الفكر الإسلامي واتجاهاته المعاصرة. إن حركة في قامة الحركة الاسلامية تحتاج إلى الكثير من الدراسة في مجال البناء الفكري ولعل هذه الورقة بمثابة حجر صغير لتحريك بركة البناء الفكري والتي سوف تنداح بمزيد من الدراسات في هذا المجال إن شاء الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ما هو البناء الفكري؟ يمكن تعريف البناء الفكري للشخصية بأنه "القاعدة التي ترتكز عليها تصرفات الإنسان وتعاملاته وأقواله وخطرات نفسه"، فما من فعلٍ يقوم به الإنسان، أو قولٍ يقوله، أو فكرةٍ تجول بخاطره، إلا ويكون ذلك نابعًا من البناء الفكري لشخصيته، وهذا البناء قد يضم توجهات فكرية يدين بها، أو عقيدة يعتنقها، أو علماً تعلمه، أو طرائق تفكير اعتادها عقله، أو رؤى محددة لشتى مناحي الحياة.
دورة البناء الفكري:
التفاعل مع المحيط تحصيل وتراكم المعرفة .................... الاستنتاج (التفقه) أهمية البناء الفكري: الثابت طبياً أن خلايا المخ مثل خلايا العضلات؛ فهي تفقد قدرتها إذا لم تستخدم، وإعراض الإنسان عن التفكر والتدبر والحفظ يضعف قدرات عقله كثيرًا، فلكي يتسلح العقلُ فلا بد له من التدبر والتفكر في آيات الله والأمثال المضروبة في القرآن؛ فقد بينت كل أوجه الخير والشر، وكلما طال عهدُ الإنسان بالتدبر زادت قوة عقله، وزادت معها قدرتُه على مدافعة طبعه غير السوي، حتى يصير من أولي الألباب وهم أصحاب العقول القوية القادرة على تدبر آيات الله وأخذ العبرة منها، وليس مجرد الإكتفاء بمعرفة معناها، والعبرة تعني مجاوزة العلم بالأمر إلى أخذ الدروس منه وتطبيقها، لذلك قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الألباب). وتتمثل أهمية البناء الفكريالتنظيمى في: 1. إعداد الشخصية التنظيمية الواثقة بقيمها ومبادئها. 2. تأكيد الهوية الحزبية وتعزيز الانتماء الحزبي.. 3. تحقيق الانضباط التنظيمي. 4. تحصين العضوية من الاستقطاب والتمرد. 5. البناء الفكري قيمة معنوية تسهم في بناء المجتمع. 6. يعزز الخبرة والمهارة العلمية في مختلف المجالات. 7. يعين على التكيف مع الواقع. 8. تحقيق القدرة علي التعامل مع البيئة الاجتماعية محلية كانت أو دولية. 10 في البيئة الاقتصادية بناءالقدرة على إدارة المال وتنميته ، ادوات البناء الفكري للبناء الفكري أدوات كما للبناء المادي أدوات. ويمكن ترتيب أدوات البناء الفكري على أساس غاياتها البنائية وهي كالتالي: أولاً: الأدوات التأسيسية: ويقصد بها الأدوات التأهيلية التي تحدد حجم وشكل البناء وأبعاده وأهم هذه الأدوات: أ. التربية. ب. الفطرة. ج. العبادة. ثانياً: الأدوات المعرفية ب. القراءة العلمية. ج. المناقشة. د. الاستماع والمشاهدة. ه. التجارب والاختبار. ثالثاً: الأدوات التطويرية والإبداعية. أ. الكتابة والتأليف. ب. الحوار. ج. المشاركة في تأسيس وتطوير المشاريع الاجتماعية وبناء المؤسسات. د. إلقاء المحاضرات. ه. البحث العلمي والدراسات العليا.
مصادر الفكر الإسلامي أولاً: القرآن الكريم: القرآن الكريم هو المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي وهو المرجعية الأولى للفكر الإسلامي والمعبر عن الكليات التشريعية وفي ذلك جاء (المصدر الأول للتشريع الإسلامي هو القرآن الكريم، فالنص القرآني الواضح الجلي، والقواعد الكلية العامة هي المساحة التي يتسنى للمشرع التحرك بها والانطلاق منها، إنّ هذه المساحة النصية المقدسة لا تشكل عائقاً للعقل الفقهي من أن ينطلق بعيداً عنها أو يقربها بمعنى أنه يجد الفقيه حلول المشكل الفقهي من خلال ما في الواقع من أعراف وتحولات ومصالح متجددة عبر روحية النص القرآني) . نص القرآن الكريم على العقائد تفصيلاً حتى لا يدع مجالاً للاجتهاد البشري في مجال العقيدة، وأي اجتهاد في ذلك يخرج الفكر إلى دائرة الشرك، بينما ترك مجال العبادات والمعاملات ليبينها ويفصلها الرسول صلى الله عليه وسلم كما هو الحال في كيفية الصلاة وأوقاتها وشعائر الحج والأحوال الشخصية الأخرى فهي مجال تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم والسنة المطهرة. يقول الله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) سورة الأنعام الآية 38، وهذا يدل على إحاطة القرآن الكريم بكل شيء له علاقة بالدين أو الدنيا، لذلك نجد أن التفكير الإستراتيجي يدخل ضمن هذه الإحاطة ويؤكد هذا المعنى أيضاً بقوله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدىً ورحمة وبشرى للمسلمين) سورة النحل الآية (89)، وهذه الآية تبين أن القرآن كتاب هداية وأنه يحمل بين دفتيه كل ما هو مطلوب للحياة الدنيا والآخرة.
ثانياً: السنة: السنة المطهرة هي المصدر الثاني للتشريع باعتبار أن أقوال وأفعال وتقرير النبي صلى الله عليه وسلم عبارة مرجعية فكرية للمسلمين يقول الشيخ ابن باز (من المعلوم عن جميع أهل العلم أن السنة هي الأصل الثاني من أصول الإسلام وأن مكانتها في الصدارة بعد كتاب الله عز وجل، فهي الأصل المعتمد بعد كتاب الله عز وجل بإجماع أهل العلم قاطبة، وهي حجة قائمة مستقلة على جميع الأمة) . كثير من الآيات تناولت مكانة السنة قال تعالىيأيها الناس أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً) سورة النساء الآية (59)؛ وقال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) سورة النساء الآية (80). وقد تحدث القرآن على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكداً هذه المعاني قال تعالى: (قل يأيها الناس أني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) سورة الأعراف الآية "158" فقد ربطت الآية الهداية بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد حذر المولى عز وجل عن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) سورة النور الآية "63". إن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، وتمثل قاعدة بيانات للتفكير لدى المسلمين بما تحمله من مضامين خاصة بشؤون الدين والدنيا، فهي تطلق النصوص القرآنية المقيدة وتفصل النصوص القرآنية المجملة وتخصص النصوص العامة، إلى غير ذلك من وظائف تقوم بها السنة لتدخل في ذلك ضمن مصادر التفكير في الإسلام.
ثالثاً الإجماع: هو اتفاق جميع العلماء المجتهدين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في عصر من العصور على حكم شرعي، فإذا اتفق هؤلاء المجتهدون سواء كان في عصر الصحابة أو بعدهم على حكم من الأحكام الشرعية كان اتفاقهم هذا إجماعاً وكان العمل بما أجمعوا عليه واجباً . يأتي الإجماع في المرتبة الثالثة من مصادر التشريع في الإسلام وكما جاء في تعريف الشيخ ابن تيمية لمصادر التشريع في الإسلام فهذه المصادر الثلاثة هي التي أجمع عليها جمهور العلماء. إن الإجماع في حقيقته هو قمة أعمال الفكر على المستوى الأكاديمي بحيث يعالج هؤلاء المجتهدون المسألة الفقهية بحثاً، كما يمثل الإجماع قمة في العمل الشوروي بحيث يتفق هؤلاء المجتهدون وهم مجتمعون، وذلك أشبه بعمل اللجان العلمية ومراكز الأبحاث التي تجتمع العلماء والخبراء للوصول إلى حقيقة أمر ما. لذلك يعتبر الإجماع ضمن مصادر التفكير في الإسلام. تحديات البناء الفكري
أولاً: التحديات الداخلية: 1. عدم الاهتمام بالبناء الفكري وجعله في مؤخرة الأولويات. 2. المشغولية التنظيمية المتعاظمة التي تجعل من الفكر ترفاً. 3. التأثر العام بحركة المجتمع والذي لا يبالي بالقضايا الفكرية. 4. المجهود المتواضع للمؤسسات الثقافية والفكرية. 5. عدم تكامل الأنموذج النظري والمثال للمشروع الإسلامي. 6. اهتمام المؤسسات الإعلامية بثقافة اللهو (الفنون والرياضة). 7. عدم الاهتمام بالأعمال الفنية والشعرية ذات الطابع الفكري. 8. عدم الاهتمام بالعلماء والمفكرين مما حمل بعضهم إلى الهجرة خارج البلاد.
ثانياً: التحديات الخارجية: 1. العولمة وما تحمله من ضبابية في الفكر والثقافة. 2. الصراع الحضاري وما يعتقده الغرب من التعالي الحضاري. 3. النظام العالمي الجديد والقهر المسلح للفكر الإنساني. 4. التخبط الفكري الناتج عن انهيار الماركسية وترنح الرأسمالية.
الفرص: في ظل ما سبق يمكن ان يمثل كل هذا الواقع مجالاً لإبراز الفكر الحضاري باعتباره البديل الأفضل. مجالات الفكر الاسلامي أولاً: الكليات الاعتقادية: وهي خاصة بالعقيدة حيث يكون التفكير في التوحيد وقضايا النبوات واليوم الآخر والملائكة وسائر المسائل الغيبية. يركز التفكير هنا على أن تكون العقيدة خالية من الشرك الذي يقعد بها ويخليها من الفعالية مما يقلل تفاعل المسلم مع خالقه والكون، بسبب الشرك في اعتقاده بما جاء في الكتاب والسنة من أمور عقدية، وهذه الكلية توفيقية ولا مجال فيها للاجتهاد فقط على المسلم الاعتقاد.
ثانياً: الكليات المقاصدية: الكلية المقصدية هي مجموعة تشريعات وضعها الإسلام لغايات محددة وهي عبارة عن معاني أولية وغايات أساسية جامعة والتي لأجل تحقيقها خلقت المخلوقات ووضعت الشرائع والتكاليف، وتتمثل هذه الكليات في جلب المصالح ودرء المفاسد وإقامة العدل والتنافس في فعل الخير.
ثالثاً: الكليات الخلقية: الأخلاق قاعدة سلوكية ومرحلة متقدمة في الرقي الإنساني، يقول الريسوني (فالدين في جوهره ومجمل وظائفه وشرائعه إنما هو أخلاق وتخليق، لذلك قالوا الدين كله خلق) . الكلية الخلقية بهذا المعنى إنما تكمل منظومة الكليات الأخرى ولا يخفى على أحد عندما تغيب الأخلاق في الحضارات ما هي النتيجة، المحصلة هي مزيد من الفساد في الأرض وإلحاق الدمار بالأرض، لذلك ذهب التفكير الإستراتيجي في الإسلام إلى الاهتمام بهذه الأخلاق وشكلت كلية ضمن كلياته.
رابعاً: الكليات التشريعية: الكليات التشريعية هي بمثابة قواعد أصولية يستمد منها الأحكام في الإسلام، فعلى الرغم من أن الإسلام كله تشريع إلاّ أن تخصيص كلية خاصة بالتشريع يأتي في سياق المنهجية الاصطلاحية، فجميع الكليات من عقدية ومقاصدية وأخلاقية إنما هي تشريع، ولكن التشريعية هنا إنما تعني ما هو مباح ومحرم وغير ذلك من أحكام تفصيلية مأخوذة من هذه الكليات الأصولية، يقول الريسوني (الكليات التشريعية قواعد أصولية فقهية كبرى لاستمداد الأحكام الشرعية العملية). خصائص الفكر الإسلامي
الربانية: الربانية من خصائص الفكر الإسلامي متعلقة بالرب المشرع. إن الربانية تجعل من الفكر الإسلامي فكراً سامياً الفكر الإسلامي فهو ملتزم بمعالم الطريق إلى الله حيث يهدي إلى الله سواء كان سلوكاً أو اعتقاداً لتنتفي بذلك عنه صفة الهوى وعدم الموضوعية حيث يعتبر الفكر تفقه للشريعة الإسلامية إن الفكر الإسلامي فكر ملتزم بمعالم الطريق إلى الله وليس فكراً مجرداً أو هوى معربداً بل هو تفهم وتفقه للشريعة الإسلامية ... ففي الدين الحقائق الثابتة والمعاني التي اشترعها الله، كلية أو فرعية على وجه القطع والدوام، ولكن فيه فكر المسلمين الذين يأخذون تلك المعاني بالشرح ويقدمونها دعوة للآخرين أو يتفهمونها لكي يطبقوها في واقع معين . الربانية خصيصة من خصائص الفكر الإسلامي ويستمد منها الفكر الإسلامي قدسيته ومنها تتبلور سائر الخصائص الأخرى كذلك .. يقول سيد قطب: (فهو تصور اعتقادي موحى به من الله سبحانه ومحصور في هذا المصدر لا يستمد من غيره .. وذلك تمييزاً له من التصورات الفلسفية التي ينشئها الفكر البشري حول الحقيقة الإلهية أو الحقيقة الكونية أو الحقيقة الإنسانية والارتباطات القائمة بين هذه الحقائق ، وتمييزاً له كذلك من المعتقدات الوثنية التي تنشئها المشاعر والأخيلة والأوهام والتصورات البشرية ... ويستطيع الإنسان أن يقول وهو مطمئن: إن التصور الإسلامي هو التصور الاعتقادي الوحيد الباقي بأصله (الرباني) وحقيقته الربانية) . يستدل سيد قطب على الربانية بقوله تعالى: (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) الأنعام«161».
الثبات: الثبات من خصائص الفكر الاسلامي، فهناك ثبات المقاصد الكلية في الإسلام وثبات مصادر التشريع مما يعني ثبات الفكر. وبما أن الفكر الإسلامي تتصدر خصائصه الربانية فلا بد لهذه الربانية أن تجعل من هذا الفكر ثابتاً لا تغيره الأهواء ولا تبدله المواقف شأن الفكر البشري (إن خاصية الثبات تظل ملازمة للفكر الإسلامي فثبات المصادر والأصول للفكر الإسلامي هي التي تنعكس على الفكر الإسلامي لتجعله فكراً ثابتاً) ، يقول سيد قطب: (هناك ثبات في مقومات هذا التصور الأساسية وقيمه الذاتية. فهي لا تتغير ولا تتطور، حينما تتغير ظواهر الحياة الواقعية وأشكال الأوضاع العملية.. فهذا التغير في ظواهر الحياة وأشكال الأوضاع يظل محكوماً بالمقومات والقيم الثابتة لهذا التطور ولا يقتضي هذا تجميد حركة الفكر والحياة ولكن يقتضي السماح لها بالحركة، بل دفعها إلى الحركة ولكن داخل هذا الإطار الثابت وحول هذا المحور الثابت) . إن الحقائق الثابتة في الفكر الإسلامي والتي لا تقبل الأخذ والرد وتتمثل في حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى، إن الكون بما فيه من خلقه تعالى، حقيقة الإيمان بالله وأركان الإيمان والإسلام وأركانه كل هذه الحقائق هي ثابتة ولا تقبل أي تغيير وتبديل. إن خصيصة الثبات هي التي تعصم الفكر الإسلامي من الانحراف وتعصم المسلمين من الانحطاط في المعتقد يقول الله تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (الروم: 30). وفي هذا المعنى يقول المستشرق ديفيد سانتيلانا في كتابه تراث الإسلام (عبثاً نحاول أن نجد أصولاً واحدة تلتقي فيها التشريعات الشرقية والغربية "الإسلامية والرومانية" كما استقر الرأي على ذلك. إن الشريعة الإسلامية ذات الحدود المرسومة والمبادئ الثابتة لا يمكن إرجاعها أو نسبتها إلى شرائعنا وقوانيننا لأنها شريعة دينية تغير أفكارنا أصلاً) .
الشمول: الفكر الإسلامي في شموله يحيط بكل أوجه الحياة، (شمول الفكر الإسلامي إنما يعبر عن شمول الإسلام كنظام للحياة، يفي بمتطلبات الحياة في مجال العقيدة والاقتصاد والسياسة والقانون وسائر متطلبات الحياة المجتمعية، هذه المجالات جميعها سيغطيها الفكر الإسلامي) ، يقول دكتور الهاشمي: (صلح الإسلام أن يكون منهج حياة شاملاً متكاملاً، منهجاً يشمل الاعتقاد في الضمير والتنظيم في الحياة ،بدون تعارض بينها، بل في ترابط وتداخل يعز فصله) . وفي ذات المعنى يقول الله تعالى: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) سورة يس الآية«12». جاءت الشريعة شاملة كل أصول الحياة الإنسانية وجوانبها المتعددة بحيث تناولت حياة الفرد والأسرة والمجتمع والأسس التي تقوم عليها الدولة والعلاقات الدولية.
التوازن: التوازن من خصائص الفكر الإسلامي فهو الذي يجعل الفكر الإسلامي متوازناً لا يجنح إلى أحد أطراف النقيض. خصيصة التوازن في الفكر الإسلامي هي التي تجعله فكرا لا يجنح إلى أحد طرفي النقيض فهي التي توازن بين مصادر المعرفة من وراء الغيب والشهادة بحيث تجعل المسلم لا يشتط في استيعابه لعالمي الغيب والشهادة، فيتوازن المسلم بين الخوف والرجاء فهو كما يقرأ قوله تعالى: (واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب) سورة البقرة الآية «196» فإنه يقرأ قوله: (إن الله بالناس لرءوف رحيم) سورة البقرة الآية «143» . إنّ الفكر لا يرقى إلى مراقي الإستراتيجية ما لم يكن فكراً متوازناً يتميز بالوسطية والاعتدال وإلا فإنه عرضة لعوامل الفناء المختلفة. عن طريق التوازن أيضاً يعبد المسلم ربه بعيداً عن التطرف والرهبانية أو إهمال ما يجب أن يقوم به من تكاليف، ليتخذ بين ذلك طريقاً متوازنا يؤدي ما عليه من فرائض وما يستطيع من سنن دون إفراط أو تفريط. ويكون التوازن في الإنفاق حيث ينفق المسلم وهو يراعي جانب الاتزان قال تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) الإسراء«29».
الواقعية: الواقعية تعني المرونة في الخيارات بحيث يستطيع الإنسان التنقل بين الخيارات المطروحة أمامه وفق التخطيط المسبق. إن الواقعية خاصية من خصائص الفكر الإسلامي وأي فكر لا يتفاعل مع الواقع هو بالضرورة فكر مثال، لا مجال له في عالم التطبيق. لذلك كان الفكر الإسلامي واقعيا يعبر عن الوجود بواقعية على مستوى الكون المرئي، كما أن نظام العبادة هو الآخر واقعي يستطيع البشر ممارسة العبادة خلافا لبعض الشعائر المثالية التي يعجز البشر عن أدائها وان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) البقرة«285». هذه الواقعية لا تقتصر فقط في مجال المحسوس والعبادة المفروضة ،بل تتجاوز ذلك حيث أن الانفصام بين الواقع الطبيعي والعلم الشرعي لا أصل له بمعايير الإسلام ولابد لنا أن نحرر العلوم الطبيعية ونربطها بالدين رباط العالم بالعلمين معا ومن ثم نستطيع أن نواكب العصر مجددين للدين. إن واقعية الفكر الاسلامي هي التي تجعله فكراً عملياً يلبي مطلوبات الحياة الدنيا والآخرة.
التعبدية: من خصائص الفكر في الإسلام إنه فكر تعبدي فكل ما خص بالاقتصاد أو المجتمع أو السياسة وعموم الحياة يدخل في إطار التعبد لأن المسلم يبتغي بذلك وجه المولى عز وجل وهذه الخصيصة أيضاً تميزه عن بقية خصائص التفكير الإستراتيجي المرتبط بالمنهج الوضعي وفي إشارة للفكر التعبدي يقول المولى عز وجل (وقل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين* لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) سورة الأنعام الآية "162 ـ 163". يقول دكتور الريسونيفالتشريع في الإسلام ذو وظيفة تعبدية وتربوية أولاً ثم بعد ذلك تأتي وظيفته القانونية والاجتماعية والسياسية، فوظيفة فض المنازعات وتحديد الحقوق والواجبات وحفظ الأمن والنظام، فهو يعتمد في ذلك على البعد التربوي والإيماني قبل اعتماده على الوازع القضائي والسلطاني) .
الشراكة الدينية: من خصائص الفكر في الإسلام خصيصة الشراكة الدينية، أي أنّ الإسلام يشترك في شرعه مع الديانات الإسلامية الأخرى المنزلة التي لم تحرف، قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما أوصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) سورة الشورى الآية "13". هذه الآية بالإضافة إلى أنها تبين وحدة المصدر مما يؤكد الشراكة هنا في المنبع، فهي أيضاً تدعو إلى عدم التفرق في إقامة الدين استناداً على أصوله التشريعية والتي هي كليات في العقيدة والأخلاق، وقد تختلف في بعض الجزئيات والفروع الخاصة بالعبادات والأحوال الشخصية.
الإيجابية: الإيجابية تعني الموضوعية وتعني المبادرة وتعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفكر الإسلامي في مقاصده الكلية يتضمن هذه المعاني، فالمسلم وعن طريق التربية الإسلامية يتربى على الإيمان والورع والطاعة والحشمة والطهارة والصبر والأمل والتوكل وحب العلم والعفو والإيثار والتضحية والرحمة والإحسان. كل هذه الصفات تجعل من الشخصية المسلمة شخصية إيجابية تنفعل بسائر قضايا الكون، فهي ليست سلبية تقف في زاوية وتنظر إلى ما يدور حولها بل تشارك في الفعل تنفيذاً أو أمراً أو نهياً، قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) سورة آل عمران الآية "104". بفضل إيجابية الإسلام دخل القلوب فاعتنقه الكثيرون حتى من غير أولئك الذين تعود جذورهم إلى الإسلام، يقول المستشرق الفرنسي مونتيه (من المتوقع لعقيدة محدودة كل التحديد خالية كل الخلو من جميع التعقيدات الفلسفية ثم هي تبعاً لذلك في متناول إدراك الشخص العادي أن تمتلك وأنها تمتلك فعلاً قوة عجيبة لاكتساب طريقها إلى ضمائر الناس) . ويقول الباحث كونن في كتابه الأديان القومية والأديان الكونية عن الإسلام (نجد أركان العقيدة تلقى دون انقطاع تعبيراً ظاهراً في حياة المؤمن، ثم نجدها بعد أن أصبحت متشابكة مع نظام حياته اليومية تشابكاً لا سبيل إلى الفكاك منه تجعل المسلم الفرد إماماً ومعلماً لعقيدته أكثر إلى حد بعيد مما هي الحال مع أنصار معظم الديانات الأخرى) . يقول المستشرق مارسيل في كتابة إنسانية الإسلام (لا تمييز في العقيدة الإسلامية بين الموجب القانوني والواجب الخلقي، وهذا الجمع بين القانون والخلق يؤكد قوة النظام منذ البداية) . هذه شهادة المنصفين من المستشرقين عن إيجابية الإسلام التي جعلت منه ديناً مقبولاً لدي الجميع خلافاً لبقية الديانات المحرفة منها والوضعية التي لا تحظى بهذه الإيجابية، فخالق البشر هو أدرى بطبائعه.
العالمية: من خصائص الفكر الإسلامي أنه تفكير عالمي وليس خاصاً بمنطقة جغرافية بعينها أو جنساً بشرياً بعينه، وقد تحدثت آيات كثيرة عن عالمية الإسلام، قال تعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) سورة الفرقان الآية "1" وقال تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة سبأ الآية "28" وعالمية الإسلام أيضاً في قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) سورة الصف الآية"9". جاء في تفسير القرطبي لقوله تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) سورة الفرقان الآية "1" قوله (والمراد بالعالمين هنا الأنس والجن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان رسولاً إليهما ونذيراً لهما وأنه خاتم الأنبياء ولم يكن غير عام الرسالة إلا نوح فإنه عمّ برسالته جميع الأنس بعد الطوفان لأنه بدأ به الخلق) . وجاء أيضاً في معنى عالمين (معنى العالمين كل ما خلق الله كما قال: وهو رب كل شيء وهو جامع كل عالم، قال ولا واحد لعالم من لفظه لأن عالماً جمع أشياء مختلفة فإن جعل عالم لواحد منها صار جمعاً لأشياء متفقة) . عالمية الإسلام تتبين من خلال دعوته لأهل الكتاب ومن خلال إيمان الجن بالإسلام ، قال تعالى: (قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً* يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً) سورة الجن الآيات "1 ـ 2". عالمية الإسلام تدل على الرسائل التي أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأباطرة، وقد جاء في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك فارس (بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس .. سلامٌ على من اتبع الهدى .. وادعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس) . كما جاءت عالمية الإسلام من خلال الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ من الأنبياء قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أبيض وأسود، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وجعلت الأرض طيبة وطهوراً ومسجداً فأي ما رجل أدركته الصلاة صلى حيثما كان، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة) . إنّ أعظم أدلة على عالمية الإسلام تتمثل في دخول الكثيرين فيه في شتى دول العالم، فلا تكاد تجد دولة في العالم تخلو من وجود مسلم، فتغطية الإسلام لسائر دول العالم وسرعة انتشاره تعود إلى الفكر الإستراتيجي الذي يتمتع به. إن الخصائص التي نجدها في الفكر الإسلامي من ربانية وشمول وواقعية وتوازن وغير ذلك من الخصائص هي التي جعلت الإسلام ديناً عالمياً باعتباره انضج فكر ضمن ما هو مطروح من الأفكار في العالم.
اتجاهات الفكرالاسلامي المعاصر تتنازع العالم الإسلامي المعاصر ثلاثة تيارات فكرية تمثل هذه الإتجاهات المرجعية الفكرية المعاصرة. حيث نجد أول هذه التيارات تيار التقليد، تيار التغريب والتيار الثالث هو تيار الإحياء والتجديد. أولاً: تيار التقليد: ومنطلق هذا التيار هو فكر السلف الذي مر بابتلاءات أن تعقده تارة وتجعله ينهض تارة اخرى. وكما يذكر د. محمد عمارة «منطلقات هذا التيار ومنابعه هي فكر أسلافنا الذى تبلور في عصور التراجع لحضارتنا الإسلامية على وجه الخصوص والتحديد فأهله ومؤسساته لا يعرفون كثيراً عن حقيقة المنابع الجوهرية والنقية لفكر الحضارة الإسلامية. لايهتمون كثيراً بإبداع عصر الإزدهار لهذه الحضارة» . يمكن أن يقسم أصحاب هذا التيار الى فصائل تضم المؤسسات التعليمية الموروثة كالأزهر والطرق الصوفية والنصوصيين، فهؤلاء ومهما قيل عنهم وعن جمودهم ونأيهم بأنفسهم عن التجديد إلا أن الفضل أيضاً يعود إليهم في حفظ التراث الديني كما ورثوه دون زيادة أو نقصان، ولكنهم أيضاً سبباً في جمود الفقه الإسلامي، وقد تحدث الشيخ محمد عبده عن الأزهر وأبنائه في عصره «أنهم لا يتعلمون في الأزهر إلا بعض المسائل الفقهية وطرفاً من العقائد على نهج يبعد عن حقيقتها أكثر مما يقرب منها وجلّ معلوماتهم تلك الزوائد التى عرضت على الدين ويخشى ضررها ولا يرجى نفعها، فهم أقرب للتأثر بالأوهام والانقياد إلى الوساوس من العامة، وأسرع إلى مشايعتها منهم، فبقاؤهم فيماهم عليه مما يؤخر الرعية» . إن التيار التقليدي انكفأ على الماضي وترك الساحة الفكرية لأصحاب الهوى من عامة الجمهور وأصحاب الأغراض ممن صنعهم المستعمر فيما عرف بالتغريب.
ثانيا : تيار التغريب: فإن كان التيار الأول تيار تقليدي يتبع للسلف الصالح نجد هذا التيار تيار تابع للغرب، ويرى أن خلاص الأمة إنما بأخذ ذمام العلم والتكنولوجيا من الغرب ولا يتم ذلك إلا بأخذ الفكر الغربي، ويمثل سلامة موسى هذا التيار حيث يقول: «وإذا كانت الرابطة الشرقية سخافة، لأنها تقوم على أصل كاذب فإن الرابطة الدينية وقاحة فإننا أبناء القرن العشرين أكبر من أن نعتمد على الدين جامعة تربطنا نحن في حاجة إلى ثقافة أبعد ما تكون عن الأديان. وحكومة ديمقراطية برلمانية كماهي في أوروبا، وأن يعاقب كل من يحاول أن يجعلها مثل حكومة هارون الرشيد أو المأمون "أوتوقراطية دينية".. إنني كلما أردت خبرة وتجربة وثقافة توضحت أمامي أغراضي. يجب علينا أن نخرج من آسيا وأن نلتحق بأوروبا فإني كلما زادت معرفتي بالشرق زادت كراهيتي له وشعوري بأنه غريب عني وكلما زادت معرفتي بأوروبا زاد حبي لها وتعلّقي بها وزاد شعوري بأنها مني وأنا منها، وهذا هو مذهبي الذي أعمل له طول حياتي سراً وجهراً فأنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب» . هذا هو رأي هذا التيار والذى عزز من جرأته تزعم المسيحيون الشوام له «ولقد كان رواد مشروع اللحاق الحضاري ـ في هذا الطور من أطواره ـ مجموعة من المثقفين الموارنة الشوام الذين هاجروا إلى مصر فراراً من السلطة العثمانية، الذين كانت تحركهم كراهية شديدة للدولة العثمانية وبغض دفين للإسلام» . لقد تبلور تيار التغريب والإستلاب الحضاري حاملاً ثقافته الغربية لتحل محل الثقافة الإسلامية. حيث دعا إلى العمل بالنموذج الغربي بغض النظر عما يحمل من أفكار تناقض الإسلام ولا تصلح لخدمة المسلمين، وقد كان هدف سلامة موسى واضحاً وضوح الشمس هو إخراج الأمة من آسيا «أي الإسلام» وحضارته وإلحاقها بالغرب حضارياً.
ثالثاً: تيار الإحياء والتجديد: وهو بين هذين التيارين «تيار التقليد للسلف والتقليد للغرب» ينادي هذا التيار بتجديد الفكر والتراث الإسلامي ليتماشى مع الواقع ويلحق بالتطور فيما لا يتنافى مع الإسلام ويهدف إلى التخلص من الأعراف الراسخة من المذهبية العصبية والتقليدية الجامدة، عصبية التقليد لمقتضيات التجديد والعمل بأن الحكمة هي ضالة المؤمن يأخذها أنّى وجدها، وإن كانت من الغرب فهو تيار توفيقي. إنّ المنابع التي انطلق منها تيار الإحياء والتجديد تتمثّل في مبادىء الإسلام وثوابت التراث الإسلامي وما أبدعه العقل الإنساني. وهو مذهب الشيخ محمد عبده الذى قال في ذلك «لقد ارتفع صوتي بالدعوة الي تحرير الفكر من قيد، التقليد وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف والرجوع في كسب معارفه الى ينابيعها الأولى واعتباره من ضمن موازين العقل البشري التى وضعها الله لترد من شططه، وتقل من خبطه، وخلطه لتتم حكمة الله في حفظ نظام العالم الإنساني، وأنه على هذا الوجه يعد صديقاً للعلم، باعثاً على البحث في أسرار الكون، داعياً الى إحترام الحقائق الثابتة ،مطالباً بالتعويل عليها في أدب النفس وإصلاح العمل كل هذا أعده أمراً واحداً» . هكذا يتحدث أنصار التجديد لنهضة الفكر الإسلامي وتقديمه كبديل حضاري للإنسانية عامة ولنهضة المسلمين خصيصاً.
التوصيات: 1. دعم المؤسسات التي تعمل بقضايا الفكر. 2. إنشاء مؤسسات فكرية من مراكز بحوث ودراسات. 3. توجيه الإعلام للهتمام بقضايا الفكر. 4. إقامة معسكرات شبابية. 5. الاستفادة من وسائل العصر لتحقيق البناء الفكري. 6. تفعيل المسرح وترقية الشعر الغنائي والفنون عامة لتقديم البديل الحضاري.
| |
|
يوسف حسين الفادني نائب المدير العام
عدد المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 13/03/2012
| موضوع: رد: ورقة: البنــــــــــــــــــــــــــاء الفـــــــــــــــكري التنظيمى للحركة الاسلامية اعداد: د.علي عيسي عبد الرحمن.. السبت نوفمبر 10, 2012 11:52 am | |
|
[size=24] الورقة حقيقه في غاية الروعه الا ان تقديمها في المؤتمر لم يعط الحظ الكافي من الوقت مما اضعف هذه الورقة ونقل هذه الورقة الى المنتدى فكره اكثر من رائعه مما جعلني امر عليها بتأني واعجبتني حقا ، فالحركه الاسلامية جاءت في الوقت المناسب كفكر وكتنظيم ففي ذلك الوقت اتجه المثقفون والخريجين الى الاحزاب اليسارية وعلى راسها الشيوعية لان تلك الاحزاب كان تهتم بالفكر وتعتمد على الطرح الفكري في بلوغ اهدافها وتحقيق مبادئها في الوقت الذي كان فيه الاسلاميون عباره عن مجموعة دراويش اغلبهم من الاميون يتمسكون بالعبادات دون التعمق في جوهر الدين مما شوه الاسلام كثيرا في تلكم الحقبة ، حتى جاءت الحركة الاسلامية لتزيل الغبار عن تلك الجوهرة الفكرية النادرة ( الاسلام ) التي لا مثيل لها وطرحت الفكر الاسلامي باصدارة جديدة ازهلت اليساريين لتستقطب المثقفين من الشباب والشيوخ وتستميل قلوب عامة المسلمين ولكن سرعان ما رجحة كفت التقليديين لتصبح الحركة الاسلامية رويدا رويدا كبقية الاحزاب الاسلامية واهملت البناء الفكري الاسلامي واهتمت بالمناشط الدينية كالصيام والقيام الجماعي وغيرها من العبادات لتستميل قلوب بقية عوام المسلمين ولكنها لم تنتبه الا ان هذه الحقبة من المسلمين في ظل الثورة التعليمية والانفتاح على العالم الخارجي ستندثر لتجد الحركة جيل جديد يرفض التقليدية الدينية ويبحث عن مؤسسات فكرية وهي غالبا ما تكون يسارية ولولا ان الشيوعية فشلت لكانت الطامة الكبرى ، اخيرا لا بد للحركة الاسلامية ان تعود لقديم عهدها وانزال الدراسات والبحوث الى ارض الواقع والعمل على اعداد كوادر فكرية اسلامية بالقدر الذي توليه لاعداد الكوادر السياسية كما ان انفصالها من الاخوان المسلمين بالعام اضعفها بقدر ما اضاف اليها لذلك لا بد من العودة الى احضان الاخوان المسلمون وتطوير منهج الاخوان اخيرا لك الشكر اخي عبدالرحمن لهذه اللفتة البارعة ومد المنتدى بهذه الاوراق ، وهو عهدنا بك دائما ، نتمنى من الله ان يهدنا الي طريق الحق ...............
[/size] | |
|
عبد الرحمن أحمد عبد الله المــــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 151 تاريخ التسجيل : 02/02/2012
| موضوع: رد: ورقة: البنــــــــــــــــــــــــــاء الفـــــــــــــــكري التنظيمى للحركة الاسلامية اعداد: د.علي عيسي عبد الرحمن.. السبت نوفمبر 17, 2012 10:38 am | |
| مرحباً أخي يوسف . . . أتفق معك في كل ما قلت و ازيد باضافة بعض الاسئلة و اترك الاجابة لكل من قرأ هذا الحديث ... من هم المستهدفين الذين تستوعبهم الحركة الاسلامية الآن و هي تعقد المؤتمرات التي نسميها نحن مؤتمرات دمج الحركة أو عودة الى المؤتمر الوطني؟ و السؤال الثاني من الفئة التي من المفترض أن تستهدفها الحركة و تستوعبها من الناس ...؟؟ و هل أصابت الهدف من هذه المؤتمرات و انضم و اندمج القوي الامين صاحب الفكر الخالص لوجه الله و لخدمة الحركة التي تصب في خدمة البلد على كل المستويات الدعوية و الفكرية و الاجتماعية و السياسية و غيرها ؟؟؟؟ مشكور على مرورك القيم و اضافاتك التي تزيد الموضوع دسامة .. لك ودي و تقديري . . . | |
|